جرائم إبادة بحق المدنيين في بانياس وريف اللاذقية: توثيق 1383 ضحية ومقابر جماعية لطمس الحقيقة

كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مجزرة مروعة ارتكبتها مجموعات تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع وقوات رديفة، راح ضحيتها 1383 مدنياً موثقاً حتى الآن، بينهم نساء وأطفال. وأشار المرصد إلى أن السيدة زرقة سباهية كانت تحرس جثامين أولادها يومياً حتى لا تأكلها الوحوش، قبل أن يتم قتلها بدم بارد.
وأوضح أن المسلحين استخدموا عبارات طائفية خلال عمليات الإبادة الجماعية، مؤكدًا أن ما حدث ليس مجرد عمليات قتل فردية بل إبادة ممنهجة طالت قرى بأكملها، من بينها بانياس، الصنوبرية، والمختارية في ريف اللاذقية، حيث تم قتل جميع شباب المختارية دون استثناء.
كما أظهرت التقارير الميدانية حرق قرى بأكملها ودفن الضحايا في مقابر جماعية، فيما تعمل السلطات على طمس الأدلة من خلال الترويج لروايات مضللة بأن المقابر تعود إلى معتقلين سابقين أو عناصر قتالية.
وأضاف المرصد أن لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة لا تمتلك أي تأثير حقيقي، ولا تزال عشرات الآلاف من النازحين بلا مأوى يبيتون في العراء، في ظل غياب أي تدخل فعلي لإنقاذ المدنيين وحمايتهم من القتل والتشريد.
ولفت المرصد إلى أن عمليات القتل لم تقتصر على الطائفة العلوية، بل شملت أيضًا مدنيين سنة ومسيحيين، حيث قتل 20 مدنياً من السنة على يد أحد المسلحين المسمى “فتيحة”، الذي كان الشرارة التي أدت إلى ارتكاب هذه المجازر الوحشية.
فيما لا تزال الأوضاع على الأرض تشهد مزيدًا من التصعيد، وسط تقارير عن استمرار عمليات القتل الجماعي والتنكيل بالمدنيين، في ظل صمت دولي مريب وعدم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.