رياضة

ليس شوبير.. من المتسبب في تغيير قانون إمساك الحراس للكرة؟

“الي قال إني السبب كاذب، ولم أمسك الكرة سوى 29 دقيقة”، كانت هذه جملة مازحة من أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر السابق، عن الاتهام الموجه له دائمًا بتغيير قانون كرة القدم بسببه.

فالمزحة المنتشرة دائمًا تربط بين شوبير ومنتخب مصر بتغيير قانون إرجاع المدافع للكرة إلى حارس مرماه ليمسكها بيده، وذلك كان في كأس العالم 1990 أثناء مشاركة الفراعنة في البطولة، ونفاها حارس المنتخب أكثر من مرة.

وبعد مرور 34 عامًا كاملًا على البطولة ولا زالت التهمة تطارده، فقد ظهر شوبير في أحد البرامج التليفزيونية ووجه له سؤال “أنت المتسبب في تغيير قانون كرة القدم”، ليرد ضاحكًا بالتصريح أعلاه، ولكنه بالفعل محق في نفيه للأمر وليس محق في مزحة الوقت.

أحمد شوبير - منتخب مصر
أحمد شوبير – منتخب مصر

نسخة كأس العالم الأسوأ على الإطلاق

في حقيقة الأمر نسخة كأس العالم 1990 المقامة في إيطاليا، كانت تصنف أنها الأسوأ على الإطلاق بسبب قلة المعدل التهديفي فيها عما سبقتها من النسخ وذلك جاء كنتيجة لسيطرة التكتيكيات التي ظهرت حديثًا في اللعبة.

فقد كان معدل التهديف في المباراة الواحدة في البطولة 2.2 هدفًا فقد تم تسجيل 115 هدف من 52 مباراة بمشاركة 24 منتخب، وكان هذا هو المعدل الأضعف في تاريخ كأس العالم بشكل عام، حسب إحصائيات نشرها موقع “CBC” الكندي.

والرقم الأسوأ في البطولة كان يتمثل في أن حراس المرمى كانوا اللاعبين الأكثر استحواذًا على الكرة، بل ومعدل احتفاظهم بالكرة وصل إلى 4 دقائق في المباراة الواحدة، أي قد يصل عدد مسك الحارس للكرة 40 مرة في اللقاء تقريبًا، وهو معدل كارثي.

وكانت المباراة الأبرز في هذه البطولة بالطبع مباراة مصر ضد أيرلندا في الجولة الثانية من دور المجموعات والتي انتهت بالتعادل السلبي، وكان الفراعنة قادمون من تعادل مع هولندا بهدف لكل منهما في الجولة الأولى، بالتالي كانت رغبتهم هي الخروج بأكثر نتيجة آمنة من اللقاء الثاني أيضا وبالطبع هي التعادل أن لم يتمكنوا من الفوز.

وبالطبع شاهد الجميع إرجاع الكرة أكثر من مرة بين هاني رمزي مدافع منتخب مصر وأحمد شوبير، وحصل الحارس على بطاقة صفراء، ولكن المفاجأة كانت أن باكي بونر حارس أيرلندا أمسك الكرة لمدة تصل إلى 6 دقائق وهو وقت طويل جدا أكثر من وقت حارس الفراعنة، وتم إعتبار هذه المباراة هي الأسوأ في البطولة.

ولكن كل ذلك لم يكن سببًا لتغيير قانون كرة القدم، ولكن أيضا كانت هذه المباراة تحديدًا مثالًا لتدعيم المطالب بتعديل قانون إرجاع الكرة إلى الحارس، والمتهم الأبرز فيها حارس أيرلندا.

6 مباريات غيرت كرة القدم

وبعيدًا عن منتخب مصر وأحمد شوبير وحتى أيرلندا، كان هناك 6 مباريات بالتحديد أبرزها تقرير نشرته صحيفة “ذا جارديان” هم كانوا سبب في تغيير قانون التمرير لحارس المرمى في كرة القدم.

ففي عام 1987 هناك مباراة في الدور الأول من بطولة كأس أوروبا بين فريقي رينجرز ودينامو كييف، ولقاء أخر عام 1988 بين واتفورد ضد ويمبلدون في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، واللقاء الثالث كان عام 1989 والذي جمع بين فريقي ليفربول وأرسنال في الدوري الإنجليزي

والمباراة الرابعة هي المفاجأة فقد كانت في كأس العالم 1990 أيضا، ولكن هذه المرة كانت في النهائي بين منتخب ألمانيا الغربية ضد الأرجنتين، والتي انتهت بفوز المانشافت بهدف مقابل لا شيء من ركلة جزاء سجلها أندرياس بريمه،

وكانت أول مباراة في تاريخ كأس العالم تنتهي بركلة جزاء وبدون أهداف مسجلة، بعد سلسلة طويلة من التمريرات بين الحارس والمدافعين وإمساك للكرة من بطل البطولة آنذاك أثارت غضب كل متابعي اللقاء بشكل كبير.

أما اللقاء الخامس كان في 1991 بين أرسنال وكوفنتري في الدوري الإنجليزي، وتسببت طريقة التمريرة والإمساك هذه في كارثة بالمباراة، حيث حاول مدافع الجانرز لي ديكسون إرجاع الكرة إلى ديفيد سيمان حارس مرمى الفريق ولكنه حاول القيام بها بطريقة خادعة ولكنه خدع زميله فقط وسكنت الكرة الشباك وتسببت في هدف عكسي.

والمباراة الخامسة والأخيرة كانت عام 1991 أيضا في كأس كوبا ليبرتادوريس بين بوكا جونيورز ضد أورينتي بيتروليرو البوليفي، والتي يقال أنها ضربت رقمًا قياسيًا في إضاعة الوقت بسبب إرجاع الكرة للحارس، وصلت إلى الشك في فضيحة تواطؤ.

الضوء الذي أنقذ كرة القدم

وبعد كل هذه المباريات الستة وما سبقها، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بعد عدة اجتماعات تغيير قانون إرجاع الكرة أو كما تٌعرف بـ “التمرير الخلفي”، في 1992وكان هناك عدة قرارات لتجنب إضاعة الوقت أبرزها “عدم السماح لحارس المرمى بمسك الكرة بيده، إذا أعادها له زميله بالقدم، وعدم السماح له باتخاذ أكثر من أربع خطوات أثناء إمساك الكرة، وإذا أمسك الحارس الكرة لأكثر من خمس أو ست ثوان، يجب على الحكم أن يقرر ذلك كمضيعة للوقت ومنح ركلة حرة غير مباشرة ضده.

وتم تنفيذ القرار بداية من أولمبياد 1992 في برشلونة، وكان أول تطبيق للقانون الجديد في المونديال بداية من نسخة 1994 في المكسيك، وبالفعل ظهر الفارق في معدل الأهداف الذي ارتفع إلى 2.71 هدفًا في المباراة، وتم تسجيل 141 هدف في 52 مباراة من 24 منتخب مشارك، وانتهت القصة التي ضايقت الكثير لسنوات عديدة بما فيهم أحمد شوبير والتي لا زالت تطارده تهمتها إلى يومنا هذا.