زحف العمال الكردستاني نحو العراق يرفع مستوى التحديات.. هل الأمن الوطني في خطر؟ – عاجل

بغداد أوبزرفر –بغداد
يفتح موضوع زحف حزب العمال الكردستاني من الاراضي التركية نحو العراق، شهية العديد من الخبراء الاستراتيجيين الذين اشاروا الى المخاطر ومستوى التحديات التي قد تواجه البلاد مستقبلا، فضلا عن تداعيات نقل الصراع التركي – الكردي الى داخل الاراضي العراقية ومدى تهديد هذا الزحف وتأثيره في الامن الوطني.
الخبير في الشؤون الاستراتيجية حسين الاسعد حذر، اليوم الأحد (26 تشرين الاول 2025)، من تداعيات انسحاب حزب العمال الكردستاني نحو العراق، فيما أكد ان هذا الامر يعد تهديد مباشر للأمن الوطني العراقي.
تداعيات خطيرة
وقال الاسعد، لـ” بغداد أوبزرفر”، انه “يجب الحذر من التداعيات الخطيرة لإعلان حزب العمال الكردستاني انسحابه الكامل من الأراضي التركية وانتقاله نحو الأراضي العراقية، فهذه الخطوة تمثل تطور مقلق ينذر بتفاقم الأزمات الأمنية والسياسية في إقليم كردستان وشمال البلاد”.
وأوضح أن “انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تركيا باتجاه الأراضي العراقية يشكل تحدٍ أمني خطير للعراق، ويهدد بتعقيد المشهد في المناطق الجبلية الحدودية التي تعاني أصلاً من هشاشة السيطرة الحكومية وتداخل النفوذ بين أطراف متعددة”.
انتهاك السيادة
وأضاف أن “وجود الحزب داخل العمق العراقي يعني نقل الصراع التركي – الكردي إلى داخل الحدود العراقية، ما قد يدفع أنقرة إلى تكثيف عملياتها العسكرية عبر الطائرات المسيرة أو القوات الخاصة داخل أراضي العراق، وهو ما يشكل انتهاك متكرر للسيادة العراقية ويزيد من احتمالات سقوط ضحايا مدنيين ونزوح سكان المناطق الحدودية”.
وتابع أن “العراق قد يجد نفسه أمام عبء جديد في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها، حيث إن انتشار عناصر الحزب في جبال قنديل وسيدكان وسنجار والمناطق المجاورة قد يؤدي إلى احتكاكات مسلحة مع القوات العراقية، فضلاً عن توترات سياسية داخل الإقليم بين أربيل وبغداد”.
وشدد الخبير في الشؤون الاستراتيجية على أن “الحكومة العراقية مطالبة بالتحرك الدبلوماسي العاجل على مستويين: الأول مع تركيا لوقف أي تدخل عسكري غير مبرر، والثاني مع القيادة الكردية لضمان عدم تحول أراضي الإقليم إلى قاعدة دائمة للحزب، مع تفعيل التنسيق الأمني والاستخباري لضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين”.
وفي وقت سابق من اليوم الاحد، أعلن حزب العمال الكردستاني، سحب جميع قواته من تركيا إلى شمال العراق.
وجاء في بيان للحزب نشرته وكالة أنباء “فرات” المقربة منه وتابعته ” بغداد أوبزرفر”: “بدأنا خطوة سحب قواتنا من تركيا تحسبا لاحتمال خطر الصدامات، وإزالة الأرضية لاحتمال وقوع أحداث غير مرغوب فيها“.
وفي البيان، حث الحزب تركيا على “اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة فورا لصون السلام“.
ويأتي الإعلان بعد أشهر من إعلان حزب العمال الكردستاني إلقاء سلاحه، وإنهاء النزاع المسلح مع أنقرة الذي دام عقودا.
وكان قد ألقى نحو 30 عنصراً من حزب العمال الكردستاني، اليوم في تموز الماضي أسلحتهم في منطقة تقع على سفوح جبال قنديل ضمن إقليم كردستان، في خطوة رمزية تمثل بداية عملية نزع السلاح التي أعلنها الحزب مؤخراً في إطار مسار السلام.
وذكرت منظومة المجتمع الكردستاني في بيان تلقته ” بغداد أوبزرفر” فأن “هذه المبادرة جاءت استجابة لدعوة زعيم الحزب عبدالله أوجلان، وتشكل المرحلة الأولى من تنفيذ قرار الانسحاب وإنهاء العمل المسلح الذي أُقرّ خلال المؤتمر الثاني عشر للحزب في أيار الماضي”.
المصدر: بغداد أوبزرفر + وكالات



