التحول الرقمي في المنطقة.. الذكاء الاصطناعي والأتمتة يعيدان تشكيل تجربة العملاء

شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الأخيرة تسارعًا ملحوظًا في وتيرة التحول الرقمي، إذ لم يَعد هذا التحول مجرد خيار إستراتيجي، بل أصبح ضرورة تمليها متغيرات السوق ومتطلبات المستخدمين المتزايدة. وفي قلب هذا التحول برز الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأتمتة كأدوات رئيسية أسهمت في إعادة تشكيل تجربة العملاء على نحو شامل، وأسست لمرحلة جديدة من الابتكار في الخدمات الرقمية. ويعكس هذا الحراك الديناميكي وعيًا متناميًا لدى المؤسسات والحكومات بأهمية تبسيط الإجراءات، وتسريع العمليات، وتوفير حلول ذكية قادرة على الاستجابة السريعة للاحتياجات المتغيرة للمستخدمين. وفي هذا السياق، أوضح فادي شاور، مدير تطوير الأعمال في شركة (IT Max Global) في لقاءٍ مع البوابة التقنية، أن المنطقة شهدت تشهدت مسارين مترابطين ومتكاملين للتحول، وهما: الأتمتة والربط، والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الأتمتة وتقنيات الربط قد مهدت طريق التحول عبر تمكين المؤسسات من جمع كميات ضخمة من البيانات وتحليلها بطريقة تتيح تكوين صورة شاملة ودقيقة عن أنظمة العملاء. وهذه الخطوة التأسيسية هي التي أتاحت لاحقًا توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير الخدمات وتبسيطها. وأضاف أن الشركة تمتلك خبرة عملية تتجاوز خمسة عشر عامًا في أتمتة الحلول الرقمية وخدمات العملاء، مما منحها مكانة راسخة في هذا القطاع الحيوي. ولم تكتفِ الشركة بتقديم حلول جاهزة، بل بادرت إلى إنشاء ما أطلقت عليه اسم (المطبخ التجريبي)؛ وهو مركز متكامل للبحث والتطوير، تُجرى فيه اختبارات دقيقة للحلول الرقمية الجديدة. وقد مكنت هذه البيئة التجريبية الشركة من تقديم أنظمة مجرّبة ومُثبتة الفعالية قبل طرحها للعملاء، مما يضمن حصولهم على أفضل الحلول وأكثرها موثوقية. وفي سياق حديثه عن إنجازات الشركة، تناول (شاور) قصص نجاح الشركة في قطاعات متعددة، وأبرزها القطاع الصحي، وضرب مثالًا على ذلك: تعاون شركة (IT Max Global) مع مستشفى كبير في الإمارات يمتلك أكثر من عشرة فروع. وقد تمكنت الشركة عبر إدماج تقنيات متعددة من تسريع تقديم الخدمات وتحسين تجربة المرضى من خلال بيانات دقيقة وأنظمة ذكية. وأوضح شاور، أن أبرز التحديات التي واجهتها الشركة لم تكن تقنية بحتة بقدر ما ارتبطت بمدى جاهزية التطبيقات وتوفر البيانات، موضحًا أن بعض العملاء لم يمتلكوا بيانات منظمة أو قابلة للاستخدام، مما استدعى إعادة تنظيمها وربطها باستخدام أدوات حديثة مثل: (Microsoft Azure) لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي مرنة وقابلة للتوسع وقادرة على الاستجابة بفعالية لمتطلبات بيئات العمل المتغيرة. وذكر شاور أن الشركة توسعت بطريقة مدروسة في عدة أسواق، إذ افتتحت أكثر من ستة فروع في الإمارات والسعودية والبحرين ودول أفريقية، مؤكدًا أن كل عملية توسع سبقتها دراسة عميقة لطبيعة السوق المستهدف بما يضمن تقديم حلول تكنولوجية تتناسب مع متطلباته. كما شدد على التزام شركة (IT Max Global) بأعلى المعايير الدولية في حماية البيانات والخصوصية. وفي هذا السياق، أوضح أن الشركة تعتمد على أنظمة مراقبة وصيانة مستمرة، مما يضمن أمان المعلومات ويمنع أي اختراق محتمل، ويعكس التزامها ببناء الثقة مع عملائها. وأوضح شاور أن متطلبات العملاء لم تكن ثابتة، بل هي في حالة تغير مستمر، مما دفع الشركة إلى تبني تقنيات مرنة وقابلة للتوسع السريع، وذكر أن (IT Max Global) تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء وأتمتة الأنظمة الداخلية، مما يزيد الكفاءة ويساعد في الاستجابة السريعة للمتغيرات. وفي نهاية اللقاء، أكد شاور أن رسالة الشركة الأساسية تتمثل في الدمج بين الإنسان والآلة، فالتكامل بين المهارات البشرية والقدرات التقنية هو الأساس لتقديم خدمات سريعة ومتميزة تواكب متطلبات السوق وتلبي احتياجاته. نسخ الرابط تم نسخ الرابط